مما لا شك فيه ان قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية بادراج نشاط التوجيه المهني لتيسير الانتقال الى العمل ونشاط تعلم ريادة الاعمال بالخطة الدراسية لكل المدارس التى تندرج تحت منظومة الجدارات كمادتين الزاميتين غير خاضعتين للاختبارات ولا تحتسب لهما درجات ما على المجموع الكلي للطلاب ( كما اوصى المجلس الاعلى للتعليم قبل الجامعي) ـ انما يدل على رؤية ثاقبة لاهمية ان تتولى الوزارة مهمة تعليم ابنائها عن مستقبلهم المهني ، وهو ما يسمى في مجملة بالتربية المهنية ، بالانجليزية تسمى Career Education.
ويعد هذا القرار هو اول الطريق الرسمي نحو مأسسة ( المؤسسية) التوجيه المهني بالتعليم الفني ، أقصد تثبيته وجعله متوافقا من نظام ومنظومة ومنهجية العمل بمدارس التعليم الفني ، فيصبح جزءا منها ، متطابقا معها فيما يخص القانونيات واللوائح والانظمة وغيرها . غير ان الطريق الى ذلك طويل. وهنا اهدف الى طرح افكاري – في ضوء ما تسنى لي من معرفة بالنظام – حول كيف يمكن ان تُتسَكمل مسيرة مأسسة التوجيه المهني بالتعليم الفني.
ربما يتذكر بعضكم ما كنت اقوله بشأن ضرورة تطابق ما نفعله في التوجيه والارشاد مع النظام الساري حتى لا يُلفَظ خارجا ، وانه لا يجب ان يستمر التوجيه المهني لمجرد انه مدعوم من الجهات المانحة. وهنا تكمن الفكرة ، ولهذا اتخذنا منحى تقديم خدمة التوجيه المهني الجماعية وليس الارشاد الفردي ، وقررنا ان يقدم في شكل منهج دراسي ، له زمن مخصص ، ومعلمون يقدمونه ، في مواعيد العمل الرسمية ، داخل المدرسة ، وان يكون مدرج بالخطة الدراسية ، وبالتالي يحسب من انصبة المعلمين. إلا انه لا يزل هناك المزيد لكي يكتمل التطابق ، وانتم جميعا تعلمون ما الذي يجب ان يُستَكمَل ، وبناء عليه ارجو مناقشة النقاط التالية :
1- يجب ان يكون هناك قرارا وزاريا بالمنهج ، والجدارات المتضمنة وطبعا الاهداف العامة للمنهج والوحدات التعليمية ، والجزء النظري والجزء العملي من المنهج ، وكل هذا موجود لديكم تجدونه في ادلة الميسر ، ويمكن تسكين ما يقدمه المنهج تحت هذه العناوين الرسمية . واعتقد ان الامر يسير لما ذكرته في الفقرة الاولى. اما بشأن الجدارات فهي موجودة ومُصاغَة.
2- بهذا القرار الوزاري يتم ادراجه في خططتكم وميزانيات حصصكم كمعلمين ، بل وتُخَصَص له ميزانيات من حيث المنتجات الالكترونية او طباعة كراسات الطالب ، وخطة تدريب داخل الاكاديمية
3- تخصيص او تكليف او ندب موجهين للتوجيه المهني ويجب ان يكون منكم ، اي من ناقلي الخبرة ,والمدربين الاساسيين والميسرين اذا اقتضت الحاجة . يجب ان تحرصوا على ذلك ، لانه اجلا ام عاجلا سيتم تخصيص موجهين لها ، فبالاولى ان تكونوا انتم السباقين في ذلك الامر وقبل ان يكون قد فات الاوان. قد يكون الامر صعبا عند البعض ، ولكن وفق النظام وهيكل الوزارة فان هيكل الموجهين قليل فشخص واحد في المستوى المركزي ، وشخص على مستوى كل محافظة ، ثم 3 او 4 على مستوى الادرارات التعليمية بكل محافظة على حسب حجمها ، ومنكم الكثير الذي يحق له ان يكون موجها ، وجميكم يعلم انه يمكن ان يتم تكليف بعضكم ممن يرغب بالامر المباشر نظرا لانها مادة جديدة وغيرها من الاسباب
4- المسمى الوظيفي امرا ضروريا ، واسمحوا لي ان اوضح ان ما تقدمونه من جهد في جلسات التوجيه المهني ، وما تقومون به من اعمال واحمال زائده ، هو لا يزل من صميم مهامكم كمعلمين ( تذكروا : منهج – خطة دراسية – جدول مدرسي – طلاب – داخل الفصل والمدرسة ) وبالتالي يجوز اعتبارا التوجيه المهني مثل مادة التربية الدينية والتى هي مدرجة في المسمى الوظيفي لمعلمي اللغة العربية ، ولاي معلم مسيحي يقبل ان يقدم التربية الدينية المسيحية. ومواد التربية الدينية لها توجيه ، اي لها موجهين ، وميزانية ، وغيرها . وبناء عليه ، يجب ان تسعوا ان يتم ذكر معلم او اخصائي تربية مهنية ، او معلم و اخصائي توجيه مهني بجانب المادة الاصلية لكل منكم ، يتم ذلك رويدا رويدا وتسجيله في صحيفة الاحوال ، وبالتالي يمكن ايضا للاكاديمية او لجهات التدريب بالوزارة ان تدرج تدريبات الميسرين في ميزانياته.
5- بذكر معلم او اخصائي ، اود ان الفت انتباه حضراتكم انه يوجد بالفعل توصيف وظيفي لاخصائي ارشاد وتوجه مهني ، بدءا من مساعد وحتى كبير اخصائيين ، تم تطوير هذا الوصف الوظيفي مع الاكاديمية المهنية المعلمين ، والوحدة والجهات المانحة وايز وتيفيت، والقطاع
6- بقراءة الواقع ، واستشراف المستقبل الناتج عن معرفتي بالنظام ، وانتم بالطبع ادرى مني، يمكن ان اقول ان مادتي ريادة الاعمال والتوجيه المهني سيخضعان لاشراف النوعيات ، هذا سيحدث اجلا ام عاجلا !!! هذا سيحدث بيدكم إما بيد عمر !! وبناء عليه اقول أنه يجب على وحدة تيسير الانتقال الى العمل ان تعمل بجِد على ان تكون زمام المبادرة في يديها ، ان تكون فاعله في هذا الامر لا ان تكون رد فعل. اذا اردت ان تتعامل مع ند قوي وثابت ولديه السلطة ، لا يجب عليك ان تنتظر فعله ، لان الفعل الذي سيقدم عليه هو بنفس قوته وثباته ومستمد من سلطته، لذا يجب على الوحدة ان ان تكون فاعلة ومبادره بالتعاون والهدوء والحكمة، وقد تكون الاستراتيجية الامثل هي اعتباره ليس ندا ، بل شريك.
7- بذكر وحدة تيسير الانتقال الى العمل ، فهي ايضا يجب ان يتم مأسستها ولا يجب ان تظل هكذا كيانا هشا وهامشيا مكتوب بالقلم الرصاص ، موجود لانه يقدم انجازات ولكنه تواجد غير موثق بشكل كافي ، مثل الزواج العرفي …….لا اقصد اساءة ولكني احاول تقريب الصورة حيث انا اتحدث عن الرسميات والقانونيات وغيرها ، ولنا حديث اخر حول مأسسة الوحدة.
8- على مستوى ادارة انشطة التوجيه المهني واقصد هنا تقديم منهج التوجيه المهني في حصص التوجيه المهني داخل المدارس بمنظومة الجدارات او غير منظومة الجدارات ، يجب ان تكونوا حذرين جدا وحساسين جدا فيما يخص تصرفات او افكار او مقترحات الشركاء المعنيين من داخل ومن خارج القطاع. يجب ان تدعموا كل ما يدعم وحدة وتوحيد المنهج وطريقة تقديمه ، والادوات المستخدمة في ذلك، لا تقبلوا العودة للوراء في تجريب اشياء او افكار او مقترحات داخل مدارس بعينها او محافظات معينة او خلافة ، فهذه المرحلة قد ولت ، وانتهت ، فلديكم عدد مدارس لا بأس به ـ وعدد ميسرين كبير ـ وشبه منظومة مستقرة ويجب ان تستمر تماما كأي مادة تخصص تقدم على مستوى الجمهورية. أي شيئ بخلاف ذلك مهما بدا جيدا ، ومهما بدا مفيد ، سيكون مضرا ، ببساطة لان التوقيت غير مناسب ، وسيستنفذ جهودكم ومواردكم وموارد الشركاء . تذكروا والتزموا وتعاونوا … الان هو توقيت استكمال المأسسة وليس العودةالى الوراء.
إقبلوا تحياتي